النوع الاجتماعي والتنمية – إشكاليات بنيوية ومقاربات منهجية – عدنان ياسين مصطفى |
ملخص الكتاب :
يشتمل هذا الكتاب على أربعة فصول ومقدمة، يسلط الفصل الأول:
النوع الاجتماعي والادوار التنموية:
المرجعيات والاولويات، الضوء على أهـم الإشكاليات البنيوية التي تعرقل المسار التنمـوي للمرأة، مركزا في البداية على تطور المفهوم التنموي للمرأة عبر مسيرة أكثر من نصف قرن، وانتقال المفهوم من المرأة في التنمية الى مـا يعـرف بمنهج النوع الاجتماعي والتنمية وصولاً إلى بروز منهج الحقوق الذي اعتمدته المنظمات الدولية والحكومية في عقد التسعينيات من القرن الماضي.
كما تناول الفصل علاقة النمو الاقتصادي بتعزيز فرص المساواة بين الجنسين وأبرز مصادر التهميش. ولعل اهم ما تناوله الفصل موضوع المرأة والتمكين (المفهـوم – الابعاد – الدلالات)، ثـم العناصر الحاسمة في عملية التمكين. من جانب آخر تم التركيز على دور العوامل الثقافية في تعويق المرأة واختتم الفصل بتحديد أولويات التدخل من أجل التمكين.
أما الفصل الثاني: الإشكاليات البنيوية لتعليم الاناث:
فيقدم تحليلا سوسيولوجيا لأهم الجذور البنيوية الأساسية لفجوة النوع في مجال التعليم، معتبراً أن الفتيات الأقل تعليما هـم بالأساس أقل قدرة على قيادة أدوار مجتمعية مثمرة، وقدم هذا الجزء من الفصل عرضاً تفصيليا لما يواجه تعليم الفتيات اليـوم من خلال مجموعة من المؤشرات الكمية عبر سلسلة من البيانات والارقام إذ ركز على كلفة تعليم الفتيات والفضاء المقيد لحركتها والتوقعات التي تقلص فرص تعليمها، من جانب آخر ركز الفصل على العلاقة بين التعليم وفرص العمل، مؤكدين أن التعليم مستوى منخفض وجودة متدنية لضيق في معظم الحالات من حظوظ الاناث في الحصول على عمل لائق، على صعيد آخر، حاولت الدراسة تسليط الضوء من خلال المعطيات والأرقام على التعليم وفجوة النوع في العراقي، كما أمـاط هذا الجزء من الكتاب اللثام على فرص تخفيف المعوقات التي تعترض تعليم الفتيات، ليصل في النهاية إلى وضع مجموعة من التوصيات والمقترحات التي من شأنها تمكين الاناث والارتفاع بمستوى تعليمهم.
ويوفر الفصل الثالث: النوع الاجتماعي والبناء المعرفي:
الإشكاليات المنهجية للمنتج البحثي، تحليلاً للمشكلات والتحديات التي تواجه مسارات البناء المعرفي الخاص بالنوع الاجتماعي، لقد حاولت الدراسة اماطة اللثام عن أهم التداخلات المرجعية ذات الصلة بالواقع الثقافي والاجتماعي الذي تعيش فيه المرأة وانعكاس ذلك على الأولويات البحثية، مركزة بذلك على الإشكاليات التي تتعلق بالإنتاج العلمي في العلوم الإنسانية عموما والمرأة خصوصاً، إذ مع تعدد المناهج البحثية التي يستخدمها الباحثون في العلوم الاجتماعية، يقتصر كثير من الباحثين على استخدام منهج واحـد لـسبر أغوار المشكلات التنموية ذات الصلة بالمرأة، لاسيما وأننا نعيش في مجتمعات تقليدية لتداخل فيها الظواهر والمشكلات التي تتطلب استخدام المقاربات التحليلية الجدلية والتركيبية.
ويقدم الفصل الرابع: المرأة والعنف المبني على أساس النوع الاجتماعي:
هشاشة علائقيـة جذورها بنيوية تصوراً عاماً لأشكال العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي المرتبط بمنظومات ثقافية وقوالب نمطية تعكس المكانة الثانوية للمرأة في إطار العلاقات الجندرية التراتبية والاتكالية المرتبطة بها. وإذا وضعنا تلك العناصر بالاعتبار، فان العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي يتخذ أشكالاً متعددة في إطار البيئة المنزلية التي تعيش فيها المرأة إلى جانب البيئة الخارجية التي تجعلها عرضة للهشاشة والتهديد. فالهشاشة ينظر لها من الناحية التقليدية بوصفها مفهوماً دينامياً متعدد الابعـاد يـرتبط بالخيارات التي يمكن ان يمارسها السكان وقدراتهم التي يضعونها مواجهة الصدمات والضغوط. لقد عکست معطيات الدراسة ان جميع أشكال العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي تعيق مسارات التنمية واستدامتها نتيجة لما تؤديه من فقدان للحقوق، وتقلص فرص الحصول على مستويات تعليمية عالية التي تضر بمكانة وادوار الفتيات والنساء وبالتالي تحد من خياراتهم في المشاركة بالحياة العامة .
تأمل ان توفر هذه الدراسات مجتمعة رؤية علمية لكيفية الارتقاء بفرص تمكين المرأة وانصافها وتقوية قرص مساءاتها واندماجها. الكتاب يمثل مجموعة من الدراسات التي تشكل حافزا للمزيد من التقصي والبحث الإضافي، وتحليل للسياسات، والاستراتيجيات والبرامج العملية والواقعيـة مـن اجـل أن تتمكن المرأة من تضميد جراحها وتقليص فجواتها وتعزيز مؤشرات نهوضها وتنميتها.