تاريخ الفكر الإجتماعي
الأستاذ الدكتور :نبيل عبد الحميد عبد الجبار
المقدمة
يعود اهتمامي بـ (الفكر الاجتماعي) إلى سنوات دراستي الجامعية الأولية، عندما كنت طالباً بقسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة بغداد، فمنذ ذلك الحين ترسخ لدى الاعتقاد بأن الفكر – أي فكر – إن لم يكن وثيق الصلة بواقع حياة الناس، وإن لم يكن ذا تأثير محفز على تغيير سلوكهم وعلاقاتهم ببعضهم، فإنه ( علي الفكر ) يكون بلا جدوى، وإلا ما قيمة فكر لمجرد كونه فكرا، معزولا عن البيئة الاجتماعية، لا يؤثر فيها ولا يتأثر منها، ولقد كان لهذه القناعة تأثير على قراءاتي و على فهمي للمتغيرات التي شهدتها البشرية، في الماضي والحاضر
فكل ما جرى وكل ما يستجد قوامه قطبان – إذا جاز التعبير – فهناك ثمة (واقع)، وهناك أيضاً (فكر)، وهناك دائماً تفاعل بين هذين النطيين، وتأثير متبادل بينهما، فالواقع يعني الفكرة والفكر يطور الواقع، حتى إنه يمكن القول :
إن تاريخ البشرية، أو تطور المجتمع البشري بقدر ما ينطوي على تطور للواقع المادي، فإنه ينطوي في الوقت ذاته على تطور للوعي الإنساني – أي: الفكر.
و (الفكر الاجتماعي)، من ناحية أخرى، ليس مقطوع الصلة بمجمل الفكر الإنساني، فمنذ أن تفتق الوعي الإنساني عن بروز تفكير (نظري)، شمل هذا التفكير جوائب ونواحي متعددة: معرفية، وسياسية، واجتماعية، وغير ذلك.
أي بعبارة أخرى أن (الفكر الاجتماعي) قد نشأ وتنامي في إطار دائرة الفكر الإنساني الواسعة – الشاملة، التي اصطلح على تسميتها بـ (الفلسفة)، ومعنى هذا إن الفلسفة، التي كثيراً ما يشار إليها بوصفها (أم العلوم)، كانت هي الأم الرؤوم الحانية، التي نشأت في رحمها شتى أشكال المعرفة النظرية، وبضمنها بالطبع (الفكر الاجتماعي)، وأن هذه الأم الرؤوم – القليفة – ظلت تتعيد أبناءها، بالرعاية والعناية، وترفدهم بأسباب النمو والتطورة حتى وصل كل منها إلى مرحلة النضج والاقتدار، بحيث لا يعود متكلا على (أمه)، وإنما صار معتمداً على ذاته في التعامل مع المعطيات والوقائع التي تحفل بها الحياة، عندها (انفصل) كل منهم (الأم) وأقام لنفسه كيانا خاصا به، متخذا صيغة (العلم).
وكما يصدق هذا (النهج) الذي اتبعته المعارف المختلفة في نشأتها في (رحم) الفلسفة، وتطورها في ظل رعدية (النهج) الذي اتبعته المعارف المختلفة في نشأتها في (رحم) الفلسفة، وتطورها في ظل رعاية (الفلسفة)، وبالتالي نضجها وانفصالها عن (الفلسفة)، فإنه يصدق، أيضاً على (الفكر الاجتماعي).
فهذا (الفكر ) تعود بدايته ونشأته إلى الجهود الفكرية التي بذلها الفلاسفة الأوائل، كما أنه اغتنى وتنامي واتسعت آفاقه بفضل إسهامات الفلاسفة، على مر
المراحل والعصور التي مرت بها الفلسفة في تطور ها، وعندما بلغ هذا (الفكر) درجة من النضج والاكتمال بحيث صار في غنى، إلى حد ما، عن توجيهات الفلاسفة، فإنه ما لبث أن استقل بكيانه، واستحال إلى علم يعرف باسم (علم الاجتماع).
المقدمة
يعود اهتمامي بـ (الفكر الاجتماعي) إلى سنوات دراستي الجامعية الأولية، عندما كنت طالباً بقسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة بغداد، فمنذ ذلك الحين ترسخ لدى الاعتقاد بأن الفكر – أي فكر – إن لم يكن وثيق الصلة بواقع حياة الناس، وإن لم يكن ذا تأثير محفز على تغيير سلوكهم وعلاقاتهم ببعضهم، فإنه ( علي الفكر ) يكون بلا جدوى، وإلا ما قيمة فكر لمجرد كونه فكرا، معزولا عن البيئة الاجتماعية، لا يؤثر فيها ولا يتأثر منها، ولقد كان لهذه القناعة تأثير على قراءاتي و على فهمي للمتغيرات التي شهدتها البشرية، في الماضي والحاضر
فكل ما جرى وكل ما يستجد قوامه قطبان – إذا جاز التعبير – فهناك ثمة (واقع)، وهناك أيضاً (فكر)، وهناك دائماً تفاعل بين هذين النطيين، وتأثير متبادل بينهما، فالواقع يعني الفكرة والفكر يطور الواقع، حتى إنه يمكن القول :
إن تاريخ البشرية، أو تطور المجتمع البشري بقدر ما ينطوي على تطور للواقع المادي، فإنه ينطوي في الوقت ذاته على تطور للوعي الإنساني – أي: الفكر.
و (الفكر الاجتماعي)، من ناحية أخرى، ليس مقطوع الصلة بمجمل الفكر الإنساني، فمنذ أن تفتق الوعي الإنساني عن بروز تفكير (نظري)، شمل هذا التفكير جوائب ونواحي متعددة: معرفية، وسياسية، واجتماعية، وغير ذلك.
أي بعبارة أخرى أن (الفكر الاجتماعي) قد نشأ وتنامي في إطار دائرة الفكر الإنساني الواسعة – الشاملة، التي اصطلح على تسميتها بـ (الفلسفة)، ومعنى هذا إن الفلسفة، التي كثيراً ما يشار إليها بوصفها (أم العلوم)، كانت هي الأم الرؤوم الحانية، التي نشأت في رحمها شتى أشكال المعرفة النظرية، وبضمنها بالطبع (الفكر الاجتماعي)، وأن هذه الأم الرؤوم – القليفة – ظلت تتعيد أبناءها، بالرعاية والعناية، وترفدهم بأسباب النمو والتطورة حتى وصل كل منها إلى مرحلة النضج والاقتدار، بحيث لا يعود متكلا على (أمه)، وإنما صار معتمداً على ذاته في التعامل مع المعطيات والوقائع التي تحفل بها الحياة، عندها (انفصل) كل منهم (الأم) وأقام لنفسه كيانا خاصا به، متخذا صيغة (العلم).
وكما يصدق هذا (النهج) الذي اتبعته المعارف المختلفة في نشأتها في (رحم) الفلسفة، وتطورها في ظل رعدية (النهج) الذي اتبعته المعارف المختلفة في نشأتها في (رحم) الفلسفة، وتطورها في ظل رعاية (الفلسفة)، وبالتالي نضجها وانفصالها عن (الفلسفة)، فإنه يصدق، أيضاً على (الفكر الاجتماعي).
فهذا (الفكر ) تعود بدايته ونشأته إلى الجهود الفكرية التي بذلها الفلاسفة الأوائل، كما أنه اغتنى وتنامي واتسعت آفاقه بفضل إسهامات الفلاسفة، على مر
المراحل والعصور التي مرت بها الفلسفة في تطور ها، وعندما بلغ هذا (الفكر) درجة من النضج والاكتمال بحيث صار في غنى، إلى حد ما، عن توجيهات الفلاسفة، فإنه ما لبث أن استقل بكيانه، واستحال إلى علم يعرف باسم (علم الاجتماع).