تصدير المترجم:
هذا الكتاب جديد في جنسه؛ فكثيرة هي الكتب التي صدرت عن الفلسفة في القرن العشرين، تأليفا وترجمة، ولكن يغلب على هذه المؤلفاتأ نّها تبدأ بمقدمة موجزة، ثم يقوم الكاتب بسرد أهم المذاهب الفلسفيةا لمعاصرة من براجماتية ووجودية وغيرهما.
ولكن لا أحد، في حدود علمم ترجم الكتاب أثار السؤال التالي: ما الدوافع والأسباب التي أدت إلىظ هور هذه المذاهب الفلسفية بالذات وليس غيرها؟ ولكن كتابنا يبدأب عرض ما يطلق عليه «الخلفيات» وخاصة الخلفية التاريخية، ويقصدب ها الخلفيات التي كانت وراء ظهور هذه المذاهب، ويرى أنها كانت فيج وهرها إجابات وحلول التساؤلات ومشكلات أثارها القرن التاسعع شر؛ وبعبارة أخرى، إنه لو لم تكن هذه المشكلات وهذه التساؤلات ماظ هرت أصلا فلسفة القرن العشرين، ويقدم المؤلف، بالإضافة إلى ذلك،م ا يطلق عليه «الحلول التراثية لفلسفة القرن العشرين»، وهذه إحدىم ميزات الكتاب. كما يتميز كتابنا عن غيره بأن تلك الكتب كان يغلبع ليها الطابع «الانتقائي»، فلا يوجد منها، ما يستوعب كل المذاهبو التيارات الفلسفية المعاصرة؛ ولكن كتابنا يكاد يستوعب كل المذاهب و هيا لفلسفية التي ظهرت في القرن العشرين؛ فلدينا أربعة اتجاهات وا لتي وصفها المؤلف بأنها «حلول من التراث»، ولدينا ثلاثة عشر مذهبا،و هي ما يطلق عليها المؤلف «حلول نتيجة لتغيير الاتجاه»؛ وهذه سمةث انية تميز كتابنا.
ولكتابنا خاصية ثالثة تميزه عن غيره، ونعني بها ما وصفه المؤلفب الطابع الديالكتيكي للفلسفة المعاصرة، وكيف أنه لا يوجد بين مذاهبها« حدود فاصلة أو فارقة»، وإنها تفاعل وجدل، فمن المألوف أن نجدف ليسوفا تربطه علاقة عضوية بفيلسوف مخالف لمذهبه، أكبر من ارتباطهب فيلسوف من مذهبه، كالعلاقة التي تربط وليم جيمس !ب فلسفةهنري برجسون وموريس بلوندل الذي أشاد به جيمس في كتابه «البراجماتية»،و هي علاقة تزيد عن علاقة وليم جيمس بمؤسس البراجماتية التيإ ليها، وأعني به تشارلز بيرس.
فلسفة القرن العشرين |