معجم مصطلحات علم الاجتماع |
من مقدمة المترجمة:
مقدمة المترجمة
يقول «أنتوني غدئو، في كتابه «علم الاجتماع، الذي صدر باللغة العربية في بيروت «إن علم الاجتماع يعنى بدراسة الحياة الاجتماعية والجماعات والمجتمعات الإنسانية. إنه مشروع مذهل وشديد التعقيد لان موضوعه الأساسي هو سلوكنا ككائنات اجتماعية.
ومن هنا، فإن نطاق الدراسة الاجتماعية يتسم بالاتساع البالغ، ويتراوح بين تحليل اللقاءات العابرة بين الأفراد في الشارع من جهة، واستقصاء العمليات الاجتماعية العالمية من جهة أخرى، (أنتوني غدنر، علم الاجتماع، ترجمة وتقديم فايز الصياغ، بيروت، المنظمة العربية للترجمة، ٢٠٠٥،
ص، ٤٧) بكلمة أخرى، يحاول علم الاجتماع تفسير السلوك الإنساني الذي يصدر عن الأفراد الذين يقومون بالتواصل أو الذي يستجيبون له.
إنه علم مستقل يتخذ المجتمع وحدة للتحليل. وهو يهدف إلى الكشف عن الصلات التي تربط النظم التي تكون المجتمع في ظل الأنساق الاجتماعية المختلفة. كذلك، هو يصف التغيير الذي يطرا على هذه الأنساق، إذ تكمن إحدى مهامه الأساسية في الاستجابة للتحولات التي يشهدها العالم المعاصر، كما أنه يسعى تفسير طبيعة النظام الاجتماعي والتحولات التي تطرأ عليه، وبتعبير آخر، إنه علم يدرس انتظام السلوك الاجتماعي الإنساني، وبالتالي يتوجب عليه أن يسعى إلى تحديد وحدات الفعل الاجتماعي، وأن يتعرف على كيفية انتظام هذه الوحدات كانساق أفعال.
مهما تعددت طرق تعریف علم الاجتماع واختلفت، فإن الكثيرين من المهتمين بهذا المجال يجمعون على أن أبرز الشخصيات في تاريخ علم الاجتماع هم: «ابن خلدون» و«أوغست كونت»، و« هربرت سبنسر»، وإميل دوركهايم»، و«ماكس فيبر»، وهم يمثلون الحقبة التي تشكل فيها علم الاجتماع وتحددت معالمه قديماً وحديثاً، كذلك فإنهم يمثلون البلدان التي ازدهر فيها علم الاجتماع في بداية عهده، وهي المنطقة العربية وفرنسا وإنكلترا وألمانيا، وكان لكل منهم مدرسته الخاصة وتعريفه الخاص لهذا العلم ومصطلحاته الخاصة به. وسنتطرق بإيجاز إلى معظم آرائهم حول الموضوع الحقيقي لعلم الاجتماع.
ابن خلدون
نبدا بابن خلدون (١٤٠٦/۱۳۳۳ م). في الواقع يعتبر معظم
الباحثين ولا سيما الغربيين منهم أن «أوغست كونت، هو مؤسس علم الاجتماع، وهم لا يذكرون ابن خلدون وما قام به إلا في ما ندر. وهنا نشير إلى «مقدمة، هذا الأخير التي كانت محاولة ناجحة لاستحداث علم جديد ألا وهو بالضبط علم الاجتماع. لقد أدرك ابن خلدون ماهية هذا العلم وضرورة تخصيص حيز خاص من الفكر البشري لموضوعه، فهو يقول: «وهذا هو غرض هذا الكتاب الأول من تأليفنا، وكان هذا علم
مستقل بنفسه، فإنه ذو موضوع وهو العمران البشري والاجتماع الإنساني…(١). ولكنه أدرك أيضاً أنه لم يدرس موضوع هذا العلم.