ملخص الكتاب:
مقدمة :
المشكلة:
بالرغم من أن تقسيم العمل لم يبدأ منذ البارحة ، فإن المجتمعات ، منذ آخر القرن الماضي فقط ، بدأت تشعر بهذا القانون ، الذي كانت ، حتى ذلك الحين ، تخضع له ، بطريقة تكاد تكون غير واعية . ومما لا ريب أن مفكرين كثيرين ، منذ الزمن القديم ، قد أدركوا أهميته ، ولكن آدم سميث هو أول مفكر حاول أن ینشی نظريته .
وهو الذي ابتكر هذه الكلمة ، التي أعارها العلم الاجتماعي في ما بعد الى علم الحياة (البيولوجيا ) . أما اليوم . ، فإن هذه الظاهرة قد أصبحت من الشمول بحيث انها تسترعي أنظار الجميع ، ولم يعد هنالك من وهم نتوهمه حول اتجاهات صناعتنا الحديثة . تنساق أكثر فأكثر إلى الآليات الجبارة ، وإلى التكتلات الكبرى من القوى الأموال ، وبالتالي الى أقصى أشكال تقسيم العمل .
وليست الأعمال داخل فهي ورؤوس المعامل منفصلة ومتخصصة الى اللانهاية فحسب ، بل أن كل معمل هو بذاته اختصاص يقتضي اختصاصات أخرى . وكان آدم سميث وستوارت ميل لا يزالان يأملان أن تظل الزراعة ، على الأقل، مستثناة من حكم هذه القاعدة ، وكانا يريان فيها الملجأ الأخير للملكية الصغيرة . وعلى الرغم من أنه . في موضوع كهذا ، يجب الحذر من الإفراط في التعميم فإنه يعدو من الصعب ، مع ذلك ، أن نماري اليوم في أن فروع الصناعة الزراعية ، تنساق أكثر فأكثر ، في هذا التيار العام” .
أما التجارة ، أخيرا ، فإنها هي الأخرى تبذل قصارى الجهد في اتباع الأخلاق مقدمة واقتفاء التنوع اللامتناهي للمشاريع الصناعية بكل ألوانها ، وعلى حين أن هذا التطور يتم بعفوية غير واعية ، فإن علماء الاقتصاد الذين يبحثون عن أسبابه ، ويقدرون نتائجه ، يعلنون ضرورته بدلاً من أن يستنكروه أو يحاربوه . إنهم يرون فيه القانون الاعلى للمجتمعات الانسانية ، وشرط التقدم .