إبستمولوجيا الجماعات جينيفر لاكي |
إبستمولوجيا الجماعات جينيفر لاكي
شنت الولايات المتحدة الأمريكية حرباً على العراق عام 2003 بدعوى أن العراق بمتلك أسلحة دمار شامل، ثم تبين للعالم عدم صحة هذه الدعوى، وقال الناس: لقد كذبت الإدارة الأمريكية.
كانت نظرية المعرفة (الإبستمولوجيا) التقليدية تنسب المعرفة إلى الذات العارفة الفردية، وتركز على الفاعلين الأفراد وحالاتهم الاعتقادية، مثل “يعتقد زيد بقضية معينة”. أما أن تنسب الحالات المعرفية إلى الجماعات، مثل “كذبت الإدارة الأمريكية”، فهذا تحول في الإبستمولوجيا إلى الفاعل الجماعي. إبستمولوجيا الجماعات حقل فرعي حديث من الإبستمولوجيا الاجتماعية، ظهر بصورة واضحة مع مطلع القرن الحادي والعشرين، فعقدت له المؤتمرات وكرست له الأعداد في المجلات الأكاديمية. يعنى ببحث الخصائص والمفاهيم المعرفية للجماعات، ويمتاز بأهمية بالغة على المستويين النظري والعملي على . سواء؛ فهو يمكن من فهم ماهية الجماعة وملامحها المعرفية، وأفعالها -كالتقرير والكذب”، ثم ما إذا كانت مسؤولية تلك الأفعال تقع – قانونياً وأخلاقياً – عليها بصفتها كائناً واحداً، أم على أعضائها الأفراد، أم على الطرفين معاً.
ثم بيان تلك العلاقة الدقيقة التي تربط الجماعات بمتحدثيها الرسميين، حين تمنحهم سلطة التحدث والفعل باسمها. تقدم جينيفر لاكي في هذا الكتاب الثري – أستاذة الفلسفة في جامعة نورث وسترن- خلاصة أعوام قضتها بحثاً في أسئلة ظلت غائبة إلى حد كبير عن الدراسات الإبستمولوجية السابقة، وبذلك فإن هذا الكتاب يضع حجر الأساس في نطاق واسع من الموضوعات، ويشق الطريق لمزيد من التنقيب والنظر.